الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

مفهوم المهنة ومرادفاتها:

مفهوم المهنة ومرادفاتها:مفهوم المهنة:
لغة : العمل ، والعمل يحتاج إلى خبرة ومهارة.مفهوم المهنة ومرادفاتها:
مفهوم المهنة:
لغة : العمل ، والعمل يحتاج إلى خبرة ومهارة.
واصطلاحاً: مجموعة من الأعمال تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خلال ممارسات تدريبية .
مفهوم الحرفة :
لغةً : من الاحتراف ، وهو الكسب .
واصطلاحاً : عمل يمارسه الإنسان يحتاج إلى تدريب قصير .

مفهوم الوظيفة:
لغةً: ما يقدَّر من عمل أو طعام أو رزق وغير ذلك في زمن معيَّن ، وتأتي بمعنى الخدمة المعيَّنة.
واصطلاحاً: وحدة من وحدات العمل تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها في المضمون والشكل ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر .
أو : كيان نظامي يتضمن مجموعة من الواجبات والمسؤوليات توجب على شاغلها التزامات معينة ، مقابل تمتعه بالحقوق والمزايا الوظيفية .
وعليه فإن الموظف العام هو " الشخص الطبيعي الذي يشغل إحدى الوظائف العامة الخاضعة لنظام الخدمة المدنية أو أحد الأنظمة الوظيفية الخاصة كنظام الوزراء ونظام القضاء ... وغيرها بالشروط والمؤهلات المطلوبة لشغل أي من تلك الوظائف"

مفهوم العمل:
لغةً : المهنة ، والفعل عن قصد.
واصطلاحاً: هو ما يقوم به الإنسان من نشاط إنتاجي في وظيفة أو مهنة أو حرفة .
وهذا يبين لنا ركني العمل الأساسيين : النشاط ، والإنتاج ؛ فالنشاط هو لبُّ العمل ، سوأ كان نشاطاً جسدياً أو ذهنياً ..
ولذا فإن الإسلام لا يحبِّذ الحصول على المكاسب دون نشاط ، ولهذا حرَّم الإسلام القمار ؛ لأنه وسيلةٌ للقعود والكسل ، إذ عن طريقه يحصل الرجل على المال دون جهد أو نشاط ، فإنه يبذل المال ليبذَل له أكثر منه .
والركن الثاني للعمل هو هدفه ، وهو الإنتاج ، سواء كان إنتاجاً مادياً كصناعة شيءٍ ما ، أو استخراجه من كنوز الأرض ، أو معنوياً كالوظائف الكتابية ، أو الحراسة التي يكون مردودها على إنتاج الدولة أو المؤسسة أو الشركة .
ويعرف بعضهم العمل بأنه " مجموعة محددة من الواجبات والمسؤوليات يلزم للقيام بها توافر اشتراطات معينة فـي شاغلها تتفق مع نوعها وأهميتها وتسمح بتحقيق الهدف من إيجادها"






مفهوم الإدارة في الإسلام وعناصرها :
المبحث الأول: مفهوم الإدارة في الإسلام:
هناك عدة تعريفات للإدارة الإسلامية، منها أنها : الإدارة التي يتحلى أفرادها قيادة وأتباعاً، أفراداً وجماعات ، رجالا ونساءً ، بالعلم والإيمان عند أدائهم لأعمالهم الموكلة إليهم على اختلاف مستوياتهم ومسئولياتهم في الدولة الإسلامية .
ومنها أيضاً : أنها الإدارة التي يقوم أفرادها بتنفيذ الجوانب المختلفة للعملية الإدارية (التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة) على جميع المستويات وفقاً للسياسة الشرعية .
والفرق بين التعريفين أن الأول يركز على الأخلاق الإسلامية للموظف بذاته ، والثاني يركز على مطابقة العمل للشريعة الإسلامية ، والصحيح الجمع بين الاثنين بحيث يصبح التعريف كالتالي:
الإدارة التي يتحلى أفرادها بالسلوك الإسلامي عند أدائهم لأعمالهم ، ويقومون بواجباتهم الوظيفية بجميع مستوياتها وفقاً للشريعة الإسلامية.
هذا تعريف الإدارة الإسلامية ، أما تعريف الإدارة البحتة فهي: الوصول إلى الأهداف العامة عن طريق استخدام القوى البشرية والموارد المادية المتاحة بأساليب علمية لرفع الكفاية الإنتاجية المنظمة . 
ويتضح الفرق بين تعريف الإدارة الإسلامية و تعريف الإدارة البحتة بأن الإدارة الإسلامية تربط الإدارة بالغاية التي يعيش لها المسلم وهي عبادة الله تعالى وعمارة الكون في ضوء هذه العبادة.
  فالمهم في التعريفات الإدارية المجردة الوصول إلى الإنتاج المادي ، بغض النظر عن الوسائل ، وهنا تتميز الإدارة الإسلامية حين تنظر إلى الإنتاج على أنه وسيلة لعبادة الله ، يجب أن لا يتعارض مع الهدف والغاية ، ويكون منضبطاً بشروطها.

المبحث الثاني: عناصر الإدارة في الإسلام:
لا تختلف عناصر الإدارة في الإسلام عن عناصر الإدارة في الأنظمة الإدارية ، إلا أنها تتميز بارتباطها بالهدف ، وهو تحقيق عبادة الله سبحانه ، وبأنها مؤصلة تأصيلاً شرعياً يكسبها قوة وثباتاً ، يمنعانها من الضعف أو التغير على مدى الأزمان .
العنصر الأول: التخطيط : وهو أول وأهم أساسيات العمل الإداري ويتضمن بناء وتصميم البرامج اللازمة لإنجاز أهداف المؤسسة من خلال الاستثمار الكفء لمواردها المادية والبشرية .
ويتضح التخطيط في الكتاب والسنة من خلال قصة يوسف عليه السلام ، حين وضع خطة اقتصادية لمصر كفلت للبلاد النجاة من ضائقة اقتصادية وطنية ، وحققت له الأمن الاقتصادي في المستقبل ، وذلك في تأويله لرؤيا الملك حين قال ] تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [ ( يوسف: 47 - 49 )
وفي السنة في أنه e كان يدَّخر لأهله قوت سنة .
وكان e يخطط للغزوات التي يغزوها ، ويعدّ لها العدة ، وكان يخطط للدعوة إلى الله تعالى بمراسلة الملوك وبعث أصحابه للبلدان المجاورة لمحاولة كسب الأنصار ونشر الدعوة.
وكان e يستثمر طاقات أصحابه في هذه الخطط ، كل حسب مهارته.
العنصر الثاني: التنظيم :  ويتضمن تحديد الخطوات والمهام والوظائف التي ينبغي إنجازها والمواد الواجب توفيرها لتحقيق الأهداف المبتغاة .
والتنظيم في المهام في القرآن الكريم يتضح من خلال قصة سليمان عليه السلام الذي كان قد وظَّف كل شخص تحت يده في مهمة معيَّنة ، فقال تعالى ] وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [ ( سبأ 12 - 13 )
وكلف الهدهد بمهمة إرسال الرسالة ] اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ [ ( النمل: 28)
والتنظيم كان موجوداً في الإدارة النبوية ؛ حيث كانت المهام موزَّعة على الصحابة ، وكلٌّ منهم يعرف ما المطلوب منه في البرامج المنفذة ، فالخطيب والشاعر والقائد والمفاوض والمراقب والطبيب المعالج والكاتب والمقرئ والمعلِّم والمؤذن والمستشار ، كل ذلك كان في أصحاب النبي e بشكل موزَّع بانتظام ، بحيث لا يتعدَّى أحدٌ على مهام آخر.
وعلى سبيل المثال: لما مرض النبي e كان أبو بكر الصدِّيق t يصلي بالناس ، وتأخر أبو بكر مرة ، فصلى عمر ، فقال e- وهو في بيته – ( يأبى الله ذلك والمسلمون ) ثلاثاً .
العنصر الثالث: التوجيه : ويشمل مراقبة وتدريب وتقويم وإدارة الأفراد .
والمراقبة في القرآن الكريم في قصة سليمان عليه السلام حين فقد الهدهد فقال ] مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [ (النمل: 20 -21 ) 
وفي السنة النبوية حين كان e يقوِّم أعمال الصحابة t في وظائفهم ، كما مرَّ النبي e على بائع يظهر الجيد من الطعام في الأعلى ، ويخفي الردئ في الأسفل ، فقال e " أفلا جعلته فوق الطعام ليراه الناس ، من غشّ فليس مني"  فهذه المراقبة.
وكان يدرِّبهم على العمل ، كما قال النبي e لعلي t عندما بعثه إلى اليمن قاضياً ( إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضي بينهم حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء)
،وكما علَّم بلالاً t أن يترسَّل في الأذان ويحدر في الإقامة، ويلتفت في الحيعلتين.
العنصر الرابع: الضبط : ويختص بوضع الإجراءات الكفيلة بتصحيح الأخطاء التي تصيب الأداء مع العمل على تفادي هذه الأخطاء مستقبلا .
العنصر الخامس: التنسيق : وهو التعاون بين أعضاء وقطاعات المؤسسة لحماية مواردها من الإهدار نتيجة تداخل الأعمال والمسؤوليات . وسبق ذكر شيء من ذلك في إدارة النبي e .


المبحث الثالث: علاقة الإدارة بأخلاقيات المهنة:
لتوضيح العلاقة بين الإنتاجية الجيدة ووضع العمال أجرى عالم الاقتصاد الإنجليزي آدم سميث في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي دراسة عن أسباب ازدهار وتدهور ثروات الأمم، فلاحظ في كتابه (ثروة الأمم) الارتباط الوثيق بين جودة الإنتاج وغزارته، والارتباط بين عدم جودته وضآلته، وتوصل إلى أن سبب التفاوت يعود إلى وضع العاملين بين حالتي الإلزام والالتزام، فالذي يعمل بأخلاقيات المهنة بدافع الالتزام يكون دقيق الإنتاج وغزيره، أما الذي يعمل بدافع الإلزام فهو ركيك الإنتاج وضئيله.  


واصطلاحاً: مجموعة من الأعمال تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خلال ممارسات تدريبية .
مفهوم الحرفة :
لغةً : من الاحتراف ، وهو الكسب .
واصطلاحاً : عمل يمارسه الإنسان يحتاج إلى تدريب قصير .

مفهوم الوظيفة:
لغةً: ما يقدَّر من عمل أو طعام أو رزق وغير ذلك في زمن معيَّن ، وتأتي بمعنى الخدمة المعيَّنة.
واصطلاحاً: وحدة من وحدات العمل تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها في المضمون والشكل ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر .
أو : كيان نظامي يتضمن مجموعة من الواجبات والمسؤوليات توجب على شاغلها التزامات معينة ، مقابل تمتعه بالحقوق والمزايا الوظيفية .
وعليه فإن الموظف العام هو " الشخص الطبيعي الذي يشغل إحدى الوظائف العامة الخاضعة لنظام الخدمة المدنية أو أحد الأنظمة الوظيفية الخاصة كنظام الوزراء ونظام القضاء ... وغيرها بالشروط والمؤهلات المطلوبة لشغل أي من تلك الوظائف"

مفهوم العمل:
لغةً : المهنة ، والفعل عن قصد.
واصطلاحاً: هو ما يقوم به الإنسان من نشاط إنتاجي في وظيفة أو مهنة أو حرفة .
وهذا يبين لنا ركني العمل الأساسيين : النشاط ، والإنتاج ؛ فالنشاط هو لبُّ العمل ، سوأ كان نشاطاً جسدياً أو ذهنياً ..
ولذا فإن الإسلام لا يحبِّذ الحصول على المكاسب دون نشاط ، ولهذا حرَّم الإسلام القمار ؛ لأنه وسيلةٌ للقعود والكسل ، إذ عن طريقه يحصل الرجل على المال دون جهد أو نشاط ، فإنه يبذل المال ليبذَل له أكثر منه .
والركن الثاني للعمل هو هدفه ، وهو الإنتاج ، سواء كان إنتاجاً مادياً كصناعة شيءٍ ما ، أو استخراجه من كنوز الأرض ، أو معنوياً كالوظائف الكتابية ، أو الحراسة التي يكون مردودها على إنتاج الدولة أو المؤسسة أو الشركة .
ويعرف بعضهم العمل بأنه " مجموعة محددة من الواجبات والمسؤوليات يلزم للقيام بها توافر اشتراطات معينة فـي شاغلها تتفق مع نوعها وأهميتها وتسمح بتحقيق الهدف من إيجادها"






مفهوم الإدارة في الإسلام وعناصرها :
المبحث الأول: مفهوم الإدارة في الإسلام:
هناك عدة تعريفات للإدارة الإسلامية، منها أنها : الإدارة التي يتحلى أفرادها قيادة وأتباعاً، أفراداً وجماعات ، رجالا ونساءً ، بالعلم والإيمان عند أدائهم لأعمالهم الموكلة إليهم على اختلاف مستوياتهم ومسئولياتهم في الدولة الإسلامية .
ومنها أيضاً : أنها الإدارة التي يقوم أفرادها بتنفيذ الجوانب المختلفة للعملية الإدارية (التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة) على جميع المستويات وفقاً للسياسة الشرعية .
والفرق بين التعريفين أن الأول يركز على الأخلاق الإسلامية للموظف بذاته ، والثاني يركز على مطابقة العمل للشريعة الإسلامية ، والصحيح الجمع بين الاثنين بحيث يصبح التعريف كالتالي:
الإدارة التي يتحلى أفرادها بالسلوك الإسلامي عند أدائهم لأعمالهم ، ويقومون بواجباتهم الوظيفية بجميع مستوياتها وفقاً للشريعة الإسلامية.
هذا تعريف الإدارة الإسلامية ، أما تعريف الإدارة البحتة فهي: الوصول إلى الأهداف العامة عن طريق استخدام القوى البشرية والموارد المادية المتاحة بأساليب علمية لرفع الكفاية الإنتاجية المنظمة . 
ويتضح الفرق بين تعريف الإدارة الإسلامية و تعريف الإدارة البحتة بأن الإدارة الإسلامية تربط الإدارة بالغاية التي يعيش لها المسلم وهي عبادة الله تعالى وعمارة الكون في ضوء هذه العبادة.
  فالمهم في التعريفات الإدارية المجردة الوصول إلى الإنتاج المادي ، بغض النظر عن الوسائل ، وهنا تتميز الإدارة الإسلامية حين تنظر إلى الإنتاج على أنه وسيلة لعبادة الله ، يجب أن لا يتعارض مع الهدف والغاية ، ويكون منضبطاً بشروطها.

المبحث الثاني: عناصر الإدارة في الإسلام:
لا تختلف عناصر الإدارة في الإسلام عن عناصر الإدارة في الأنظمة الإدارية ، إلا أنها تتميز بارتباطها بالهدف ، وهو تحقيق عبادة الله سبحانه ، وبأنها مؤصلة تأصيلاً شرعياً يكسبها قوة وثباتاً ، يمنعانها من الضعف أو التغير على مدى الأزمان .
العنصر الأول: التخطيط : وهو أول وأهم أساسيات العمل الإداري ويتضمن بناء وتصميم البرامج اللازمة لإنجاز أهداف المؤسسة من خلال الاستثمار الكفء لمواردها المادية والبشرية .
ويتضح التخطيط في الكتاب والسنة من خلال قصة يوسف عليه السلام ، حين وضع خطة اقتصادية لمصر كفلت للبلاد النجاة من ضائقة اقتصادية وطنية ، وحققت له الأمن الاقتصادي في المستقبل ، وذلك في تأويله لرؤيا الملك حين قال ] تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [ ( يوسف: 47 - 49 )
وفي السنة في أنه e كان يدَّخر لأهله قوت سنة .
وكان e يخطط للغزوات التي يغزوها ، ويعدّ لها العدة ، وكان يخطط للدعوة إلى الله تعالى بمراسلة الملوك وبعث أصحابه للبلدان المجاورة لمحاولة كسب الأنصار ونشر الدعوة.
وكان e يستثمر طاقات أصحابه في هذه الخطط ، كل حسب مهارته.
العنصر الثاني: التنظيم :  ويتضمن تحديد الخطوات والمهام والوظائف التي ينبغي إنجازها والمواد الواجب توفيرها لتحقيق الأهداف المبتغاة .
والتنظيم في المهام في القرآن الكريم يتضح من خلال قصة سليمان عليه السلام الذي كان قد وظَّف كل شخص تحت يده في مهمة معيَّنة ، فقال تعالى ] وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [ ( سبأ 12 - 13 )
وكلف الهدهد بمهمة إرسال الرسالة ] اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ [ ( النمل: 28)
والتنظيم كان موجوداً في الإدارة النبوية ؛ حيث كانت المهام موزَّعة على الصحابة ، وكلٌّ منهم يعرف ما المطلوب منه في البرامج المنفذة ، فالخطيب والشاعر والقائد والمفاوض والمراقب والطبيب المعالج والكاتب والمقرئ والمعلِّم والمؤذن والمستشار ، كل ذلك كان في أصحاب النبي e بشكل موزَّع بانتظام ، بحيث لا يتعدَّى أحدٌ على مهام آخر.
وعلى سبيل المثال: لما مرض النبي e كان أبو بكر الصدِّيق t يصلي بالناس ، وتأخر أبو بكر مرة ، فصلى عمر ، فقال e- وهو في بيته – ( يأبى الله ذلك والمسلمون ) ثلاثاً .
العنصر الثالث: التوجيه : ويشمل مراقبة وتدريب وتقويم وإدارة الأفراد .
والمراقبة في القرآن الكريم في قصة سليمان عليه السلام حين فقد الهدهد فقال ] مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [ (النمل: 20 -21 ) 
وفي السنة النبوية حين كان e يقوِّم أعمال الصحابة t في وظائفهم ، كما مرَّ النبي e على بائع يظهر الجيد من الطعام في الأعلى ، ويخفي الردئ في الأسفل ، فقال e " أفلا جعلته فوق الطعام ليراه الناس ، من غشّ فليس مني"  فهذه المراقبة.
وكان يدرِّبهم على العمل ، كما قال النبي e لعلي t عندما بعثه إلى اليمن قاضياً ( إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضي بينهم حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء)
،وكما علَّم بلالاً t أن يترسَّل في الأذان ويحدر في الإقامة، ويلتفت في الحيعلتين.
العنصر الرابع: الضبط : ويختص بوضع الإجراءات الكفيلة بتصحيح الأخطاء التي تصيب الأداء مع العمل على تفادي هذه الأخطاء مستقبلا .
العنصر الخامس: التنسيق : وهو التعاون بين أعضاء وقطاعات المؤسسة لحماية مواردها من الإهدار نتيجة تداخل الأعمال والمسؤوليات . وسبق ذكر شيء من ذلك في إدارة النبي e .


المبحث الثالث: علاقة الإدارة بأخلاقيات المهنة:
لتوضيح العلاقة بين الإنتاجية الجيدة ووضع العمال أجرى عالم الاقتصاد الإنجليزي آدم سميث في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي دراسة عن أسباب ازدهار وتدهور ثروات الأمم، فلاحظ في كتابه (ثروة الأمم) الارتباط الوثيق بين جودة الإنتاج وغزارته، والارتباط بين عدم جودته وضآلته، وتوصل إلى أن سبب التفاوت يعود إلى وضع العاملين بين حالتي الإلزام والالتزام، فالذي يعمل بأخلاقيات المهنة بدافع الالتزام يكون دقيق الإنتاج وغزيره، أما الذي يعمل بدافع الإلزام فهو ركيك الإنتاج وضئيله.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق